سورة الأعلى - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعلى)


        


{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (9)}
قوله تعالى: {فَذَكِّرْ} أي فعظ قومك يا محمد بالقرآن. {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى} أي الموعظة.
وروى يونس عن الحسن قال: تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر. وكان ابن عباس يقول: تنفع أوليائي، ولا تنفع أعدائي.
وقال الجرجاني: التذكير واجب وإن لم ينفع. والمعنى: فذكر إن نفعت الذكرى، أو لم تنفع، فحذف، كما قال: {سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81].
وقيل: إنه مخصوص بأقوام بأعيانهم.
وقيل: إن إِنْ بمعنى ما، أي فذكر ما نفعت الذكرى، فتكون إِنْ بمعنى ما، لا بمعنى الشرط، لان الذكرى نافعة بكل حال، قاله ابن شجرة. وذكر بعض أهل العربية: أن إِنْ بمعنى إذ، أي إذ نفعت، كقوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] أي إذ كنتم، فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم.
وقيل: بمعنى قد.


{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10)}
أي من يتق الله ويخافه. فروى أبو صالح عن ابن عباس قال: نزلت في ابن أم مكتوم. الماوردي: وقد يذكر من يرجوه، إلا أن تذكرة الخاش أبلغ من تذكرة الراجي، فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء، وإن تعلقت بالخشية والرجاء.
وقيل: أي عمم أنت التذكير والوعظ، وإن كان الوعظ إنما ينفع من يخشى، ولكن يحصل لك ثواب الدعاء، حكاه القشيري.


{وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (13)}
أي ويتجنب الذكرى ويبعد عنها. {الْأَشْقَى}
أي الشقي في علم الله.
وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة. {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى} أي العظمى، وهي السفلى من أطباق النار، قاله الفراء. وعن الحسن: الكبرى نار جهنم، والصغرى نار الدنيا، وقاله يحيى بن سلام. {ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى} أي لا يموت فيستريح من العذاب، ولا يحيا حياة تنفعه، كما قال الشاعر:
ألا ما لنفس تموت فينقضي *** عناها ولا تحيا حياة لها طعم
وقد مضى في النساء وغيرها حديث أبي سعيد الخدري، وأن الموحدين من المؤمنين إذا دخلوا جهنم- وهي النار الصغرى على قول الفراء- احترقوا فيها وماتوا، إلى أن يشفع فيهم. خرجه مسلم.
وقيل: أهل الشقاء متفاوتون في شقائهم، هذا الوعيد للاشقى، وإن كان ثم شقي لا يبلغ هذه المرتبة.

1 | 2 | 3 | 4